الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مصطفى الدلاجي: بين التهريج والسطو على التراث

نشر في  03 فيفري 2016  (10:20)

 غالبا ما يتحمل الاعلام المسؤولية الكاملة في صناعة نجوم «الورق»، وذلك من خلال تأليه البعض ومنحهم حجما أكبر من حقيقة مستواهم بكثير، كلام ينطبق على محاولة البعض الترويج لصورة فنان ان صح التعبير، لا يمتلك من الفن سوى بعض التهريج.. عن مصطفى الدلاجي نتحدث، هذا الذي يكاد لا يغيب عن منوعة تلفزية، حيث تتهافت عليه البرامج التلفزية لا لشيء سوى لما يقدمه هذا الأخير من حركات بهلوانية، لأنه أبعد ما يكون عن الفن والابداع ..
ما دفعنا للحديث عن الدلاجي ليس ما قدمه في الحصة الأخيرة من برنامج «لاباس» صحبة الفنانة ايمان الشريف ورائعة «شهيقة» لكن حضوره الأخير في برنامج «ديمونش حنبعل» على قناة حنبعل، حيث خلنا ونحن نستمع لعبارات التمجيد من قبل عبد الرزاق الشابي أننا أمام ملك الأغنية الشعبية..
تقديم مصطفى الدلاجي نفسه على أساس أنه ملك الأغنية الشعبية، أمر يدفعنا الى طرح أكثر من سؤال ان كان فعلا ما يدعيه صحيحا فماذا نقول عن صالح الفرزيط والهادي حبوبة وقاسم كافي ونور الدين الكحلاوي ومحمد علي الأسمر وسمير الوصيف والقائمة تطول؟، وان كان يتحدث عن الكتابة فماذا عن المرحوم رضا الخويني صاحب «جاري يا حمودة» وهل لديه علم أن الخويني كتب 3000 أغنية خلال نصف قرن من العطاء ؟ ..
ماذا نقول عن منذر الجريدي صاحب كلمات أكثر الأغاني رواجا رغم ما يتعرض اليه من ظلم اعلامي، فالجريدي كتب حوالي 175 أغنية شعبية انطلاقا من «أم السفساري» الى «شوفيلي يمة بنت حلال» الى «ننّو» و»جواباتي» و«يا نجوم الليل» و«عالم غريب» و«يا ضنانة» وصولا الى «عم علي» التي أداها نور شيبة.. والجريدي لعلم الدلاجي ولعلم من استضافه هو أول من فرض كتابة اسم كاتب الأغنية على شريط الكاسات ..
من جهة أخرى، لا يتردد الدلاجي في كل حضور تلفزي أو اذاعي في ذكر أنه صاحب أغنية «يا بير ماطر» متجاهلا أو متناسيا أنها في حقيقة الأمر من الأغاني التراثية لجهة ماطر وأوّل من هذبها وغنّاها هو المطرب الشعبي ابن ماطر الصادق الماطري.
وأما عن الجدال العقيم بينه وبين المسماة «زازا» حول أغنية «افرش تلقى ما تتغطى»، فلا يمكننا سوى الاستغراب من بشاعة هذا الوقت الذي يتجادل فيه شخصان حول اغنية من التراث الجربي القديم وباتت تستعمل كمثل عامي يستعمله كل تونسي ..
ختاما وحتى لا نمنحه حجما أكبر منه ، نقول للدلاجي صاحب أغنية «يا ربّة» وسمفونية «أواحا» ...«انت موش مريقل» وهي عبارة استوحيناها من أغنيته الأخيرة «أنا موش مريقل»... ونقول له: دعك من الغناء واكتف ان أردت بكتابة بعض الكلمات السطحية ..وارحنا من الصداع ...

سناء الماجري